أحدها : المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو مشهد القدر
وأن ما جرى عليه : بمشيئة الله وقضائه وقدره ، فيراه كالتأذي بالحر والبرد والمرض والألم وهبوب الرياح وانقطاع الأمطار، فإن الكل أوجبته مشيئة الله ، فما شاء الله كان ووجب وجوده ، وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده ، وإذا شهد هذا : استراح وعلم أنه كائن لا محالة فما للجزع منه وجه وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.
فصل المشهد الثاني : مشهد الصبر
فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء أهله وما يترتب عليه من الغبطة والسرور ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام ، فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة ، وعلم أنه إن لم يصبر اختيارا على هذا وهو محمود صبر اضطرارا على أكبر منه وهو مذموم
فصل المشهد الثالث : مشهد العفو والصفح والحلم
فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته : لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل .
هذا وفي الصفح والعفو والحلم : من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام : ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام .
فصل المشهد الرابع : مشهد الرضى
وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله ، فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته : رضيت بما نالها في الله
وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره
ومتى تسخط به وتشكى منه كان ذلك دليلا على كذبه في محبته ، والواقع شاهد بذلك ، والمحب الصادق كما قيل :
من أجلك جعلت خدي أرضا * للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن .
فصل المشهد الخامس : مشهد الإحسان
وهو أرفع مما قبله وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان فيحسن إليه كلما أساء هو إليه ، ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه وأنه قد أهدى إليه حسناته ومحاها من صحيفته وأثبتها في صحيفة من أساء إليه ، فينبغي لك أن تشكره وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك ،
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب ، وهذا المسكين قد وهبك حسناته فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها لتثبت الهبة وتأمن رجوع الواهب فيها
وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم وأهل العزائم .
ويهونه عليك أيضا : علمك بأن الجزاء من جنس العمل فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه وأحسنت إليه مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك ، فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك ، يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك ، فهذا لابد منه ، وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها .
وأن ما جرى عليه : بمشيئة الله وقضائه وقدره ، فيراه كالتأذي بالحر والبرد والمرض والألم وهبوب الرياح وانقطاع الأمطار، فإن الكل أوجبته مشيئة الله ، فما شاء الله كان ووجب وجوده ، وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده ، وإذا شهد هذا : استراح وعلم أنه كائن لا محالة فما للجزع منه وجه وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.
فصل المشهد الثاني : مشهد الصبر
فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء أهله وما يترتب عليه من الغبطة والسرور ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام ، فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة ، وعلم أنه إن لم يصبر اختيارا على هذا وهو محمود صبر اضطرارا على أكبر منه وهو مذموم
فصل المشهد الثالث : مشهد العفو والصفح والحلم
فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته : لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل .
هذا وفي الصفح والعفو والحلم : من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام : ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام .
فصل المشهد الرابع : مشهد الرضى
وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله ، فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته : رضيت بما نالها في الله
وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره
ومتى تسخط به وتشكى منه كان ذلك دليلا على كذبه في محبته ، والواقع شاهد بذلك ، والمحب الصادق كما قيل :
من أجلك جعلت خدي أرضا * للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن .
فصل المشهد الخامس : مشهد الإحسان
وهو أرفع مما قبله وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان فيحسن إليه كلما أساء هو إليه ، ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه وأنه قد أهدى إليه حسناته ومحاها من صحيفته وأثبتها في صحيفة من أساء إليه ، فينبغي لك أن تشكره وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك ،
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب ، وهذا المسكين قد وهبك حسناته فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها لتثبت الهبة وتأمن رجوع الواهب فيها
وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم وأهل العزائم .
ويهونه عليك أيضا : علمك بأن الجزاء من جنس العمل فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه وأحسنت إليه مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك ، فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك ، يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك ، فهذا لابد منه ، وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها .