وأصل الأصوات الشعبية من اليمن، وأجمل السيوف يمانية. وعلى مدى التاريخ أنجب اليمن العديد من الشخصيات التي أثّرت في التاريخ الحضاري للإنسانية. ونتيجة تقلب الأوضاع، وعدم استقرار هذا البلد، فقد أدى ذلك إلى استمرار تخلفه عن الركب الحضاري. وزاد في تخلفه الاقتصادي؛ وكان من نتيجة توالي الحكام عليه، أن اختلف أبناؤه في كيفية نظرتهم للأمور. فمنذ العهد العثماني بدأت قلاقل عديدة مع احتلال الأتراك لصنعاء. وحتى ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث توجه الإنجليز إلى اليمن، ثم تم توقيع إتفاقية عام 1934، التي بموجبها اعترفت بريطانيا باستقلال اليمن، مع اعتراف الإمامة بحماية بريطانية على عدن. وكانت تلك أولى بوادر التقسيم في اليمن. حيث ظهرت جمهورية اليمن الجنوبية السابقة ذات التوجهات الاشتراكية عام 1967، وظل اليمنُ يمنين! يختلفان في كل شيء سوى أنهما من أصل واحد! ولم تُجدِ فكرةُ الوحدة، عام 1994، حيث نشبت حرب ضروس بين الشماليين والجنوبيين، وحصل أن زعم بعض الجنوبيين أن الوحدة قد "فُرضت" عليهم، وأن مواطنتهم قد أخذت، وحقوقهم ضاعت، بعد أن تلمسوا واقعاً مفادهُ أن بعض الشماليين قد "استغلوا" الوحدة من طرف واحد، وأصبح الجنوبيون مواطنين من الدرجة الثانية! علماً بأن المراجع تسطر لنا أن الوعي العام والثقافة الأوسع والثروة تتركز في الجنوب، ولربما في ذلك بعض الاستثناءات التي لا مجال لحصرها هنا.
وحصل تجاذب آخر مع بعض الجنوبيين في بداية هذا العام أيضاً. وطالب أبناء الجنوب بمزيد أدوار، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، بل والإنساني. وحسب اعتبارات أهل الجنوب، فإنهم محرومون من الوظائف العالية، كما أن أراضيهم الكبيرة قد تمت مصادرتها -بحجج عديدة- دون وجه حق.
وحصل تجاذب آخر مع بعض الجنوبيين في بداية هذا العام أيضاً. وطالب أبناء الجنوب بمزيد أدوار، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، بل والإنساني. وحسب اعتبارات أهل الجنوب، فإنهم محرومون من الوظائف العالية، كما أن أراضيهم الكبيرة قد تمت مصادرتها -بحجج عديدة- دون وجه حق.